ليذوقوا العذاب ضعفين يوم القيامة (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) (١٦ : فصلت).
____________________________________
الآية : (٤٨ ـ ٤٩)
(وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (٤٩)
____________________________________
التفسير : فى قوله تعالى : (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) تعقيب على ما فى الآيات السابقة ، من دعوة الناس إلى الله على لسان رسله ، وأمهل الله ـ سبحانه ـ للمكذبون منهم ، وأخذهم بالبأساء والضراء حينا ، وبالنّعماء والسراء حينا آخر. وذلك ليكون لهم فى أنفسهم نظر ، ولهم إلى الله رجعة ، حتى إذا بلغ بهم الكتاب أجله ، ولم تنفعهم الآيات والنّذر ، أخذهم الله بعذاب بئيس ، وأوردهم موارد الهالكين.
وفى هذه الآية ، بيان لموقف الرسل ممن أرسلوا إليهم .. فما للرسل سلطان على الناس ، أن يؤمنوا أو يضلّوا ، وإنما هم دعاة إلى الخير والهدى ، فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها .. وليس الرسل كذلك ، هم الذين يملكون العفو والمغفرة ، أو يسوقون العذاب والهلاك للمعاندين والمشركين ، فذلك إلى الله وحده ، لا يملكه أحد غيره ، وما على الرسل إلا البلاغ.
وقوله تعالى : (فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) هو بيان لأثر من آثار الرسل فى الناس ، وأن هناك فى الناس من يهتدى بهم ، ويؤمن