إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التّفسير القرآني للقرآن [ ج ٣ ]

378/424
*

وقوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) هو تسفيه لأهل الكتاب ، وفضح لجهلهم وضلالهم ، إذ يعدلون عن شرع الله ، ويخرجون عن حكمه ، إلى شريعة الجاهلية ، وأحكام السفاهة والضلال .. وذلك من حماقة عقولهم ، وسفه أحلامهم ، إذ أنه لا يعرف فرق ما بين أحكام الله ، وأحكام غير الله ، إلا من أخلى قلبه من نزعات الهوى ، وصفّى مشاعره من وساوس النفاق ، ونظر إلى الله بقلب سليم ، فعرفه حق معرفته ، وقدره حقّ قدره ، ورأى أن هدى الله هو الهدى ، وأن من اتبع غير سبيله ضل وهلك ، ومن سلك سبيله رشد وسعد.

____________________________________

الآيتان : (٥١ ـ ٥٣)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ (٥٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ) (٥٣)

____________________________________

التفسير : الأولياء : جمع ولىّ ، والولي هو النصير ، والظهير ، والمعين ..

وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ) هو للنهى عن موالاة اليهود والنصارى ، وليس دعوة إلى عداوة أو قطيعة ،