إلا كما يبقى الحريق على بعض ما اشتمل عليه ، وكما يبقى البحر على بقايا سفينة غارقة!
وقوله تعالى : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) هو توجيه لرسول اللهصلىاللهعليهوسلم أن يقبل هذه الجماعة القليلة التي سلمت وأسلمت من اليهود ، وألا يأخذها بجريرة الكثرة الكثيرة منهم! وألا ينظر إليها من خلال موقفها من النبي أول الدعوة ، فقد كان اليهود جميعا على عداوة وحسد للنبى ..
____________________________________
الآية : (١٤)
(وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) (١٤)
____________________________________
التفسير : قوله تعالى : (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) ، هو معطوف على قوله سبحانه فى الآية (١٣) (لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ).
وبين المعطوف والمعطوف عليه صلة : إذ كانت دعوة المسيح خاصة باليهود ، كما يقول المسيح عن نفسه فيما تروى عنه الأناجيل : «أنا لم أرسل إلّا إلى خراف إسرائيل الضالة» ولهذا كان حواريوه كلهم من اليهود ، كما كانت معجزاته لليهود ، وفى اليهود ، حتى إنه ـ عليهالسلام ـ أبى على المرأة الأمميّة ـ أي من غير اليهود ـ أن يشفى ابنتها مما كانت تعانى من داء ، وقال لها تلك القولة التي روتها الأناجيل عنه : «ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحى صور وصيداء ،