فلا حرج عليه فى هذه النجوى ، متحدّثا أو مستمعا ..
وإذ كانت «النجوى» غالبا ما تحمل على الرّيب والظنون بأهلها ، كان على الإنسان أن يحرس نفسه من أن يكون مظنّة تهمة أو ريبة ، وألا يدخل مداخلها إلا إذا كانت غايته منها تحصيل الخير له أو لغيره ، وألا يكون وراءها شر يدبّر للناس ، أو كيد يكاد لهم به ..
وقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
الإشارة هنا بقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) متوجهة إلى الأمر بالصدقة أو المعروف أو الإصلاح بين الناس .. أي ومن فعل ذلك فى مناجاته ، لا يريد به إلا وجه الله ، فله أجر عظيم عند الله ، وثواب كريم لما فعل.
وقوله تعالى : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) الشقاق : المخالفة والمنابذة ..
وشقاق الرسول : مخالفة أمره ، والخروج عن طاعته ..
والذين تبيّن لهم الهدى هنا ، هم المنافقون ، الذين دخلوا فى الإسلام ، وعرفوا كثيرا من حقائقه ، ولكن غلبت عليهم شقوقهم ، فلم يستقيموا على طريق الحق ، بل اضطربوا وتخبطوا ..
فهؤلاء المنافقون أكثر ما تكون لقاءاتهم ومناجاتهم لتدبير الشرّ ، وتبييت السوء ، والعمل على مشاقّة الرسول ومخالفته ، واتخاذ سبيل لهم غير سبيل المؤمنين ، وطريقهم .. وقد توعّد الله سبحانه وتعالى من يكون على تلك الحال بقوله : (نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) أي نقيمه على