حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) ويجيبه موسى بقوله : (ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ)
(٢٧ ـ ٢٨ القصص)
وهكذا يقضى الأمر بينهما .. فلا مساومة ولا مماكسة!!
____________________________________
الآية : (٥)
(وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (٥)
____________________________________
التفسير : هذا نهى يتوازن مع الأمر السابق فى قوله تعالى : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) .. ولكلّ من الأمر والنهى موضعه ، وكلاهما يحقق مصلحة عامة ، ويؤدى حقّا ، ويبطل باطلا.
وقد أشرنا من قبل إلى ما يحققه قوله تعالى : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ).
وهنا ينهى الله سبحانه وتعالى عن أن ندع أموال السفهاء فى أيدى السفهاء ، إذ كان ذلك مدعاة لإفسادهم أولا ، وتضييع مصالحهم ثانيا ، ورسم مثل سيئة للعبث بالمال وإهدار المنافع المنوطة به فى المجتمع ، ثالثا.
لذلك ألزم الله سبحانه وتعالى المجتمع أن يتصدّى لهذه الظاهرة ، وأن يقف لها فى يقظة وحزم ، فلا يدع لأيدى السفهاء ما فى أيديهم من أموال يفسدونها ، ويفسدون بها فى الأرض ..
وفى قوله تعالى : (أَمْوالِكُمْ) بإسناد المال إلى غير أهله ، وهم أولو الأمر