يحتفظ بمروءته وشخصيته .. فالرجل إذا احتفظ بامرأته فى حالها تلك ، ولم يتزوج عليها ، أرضى جوانب كثيرة من عواطفه ، تعوّضه كثيرا مما يلقى من ضيق وضرر معها .. والمرأة تشعر بأنها غير مفروضة عليه ، وأنه أمسك بها بمحض اختياره ، وآثر ألا يضارّها بأخرى حسب إرادته وتقديره .. وأن الجانب الإنسانى فيهما هو الذي يمسك برباط الحياة الزوجية بينهما ..
وإذن ، فهذا التعدّد الذي يشنّع به أعداء الإسلام على الإسلام ، وينادون به على الملأ أنه من الموروثات البهيمية التي ورثها الإنسان عن الحيوان ـ هذا التعدد هو دواء لأدواء كثيرة ، فى محيط المرأة خاصة .. فى أغلب الأحيان ، كما أنه شفاء لبعض العلل التي تصاب بها الحياة الزوجية فى بعض الأحيان!
وهذا الدواء الذي يقدّمه الإسلام هنا ليس مفروضا فرضا لازما على كل إنسان ، وفى كل حال ، بل إنه ـ شأنه شأن كل دواء ـ محكوم بحكم الحاجة ، وبحسب الحالة.
فمن خرج به عن هذا الحكم ـ حكم الدواء عند الحاجة ـ فقد ظلم نفسه ، وجاوز حدود الله ، وليس على الإسلام ، ولا على شريعة الإسلام شىء من عدوانه وظلمه.
____________________________________
الآية : (٤)
(وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) (٤)
____________________________________
التفسير : الصّدقات : جمع صدقة ، وهى المهر .. لأنها من مادة الصّدق الذي يلزم به المرء نفسه ، وينطق به عن اطمئنان ورضى .. والمهر يقدمه الرجل