ثانيا : هذه الحروب ـ وهى سنّة من سنن الحياة البشرية ـ تذهب بكثير من الرجال ، الأمر الذي إذا أضيف إلى سابقه قلّت به نسبة الرجال إلى النساء ، إلى درجة بالغة الخطر ، إن لم يكن هناك عامل آخر ، يوازن هذا العامل ويقلل من خطره.
ونسأل : إذ لم يكن هناك عامل معدّل لهذا التفاوت البعيد ، فى النسبة بين أعداد النساء وأعداد الرجال ـ فأين يذهب هذا العدد العديد من النساء ، اللائي لا مقابل لهن من الرجال؟
جواب واحد لا غير لهذا السؤال : هو أن يمتن عانسات إذا تعفّفن ـ وقليل ما هنّ ، أو يحيين حياة بهيمية ، مباحات لكل رجل ، إذا استجبن لغريزتهن ـ وما أكثرهن!
أفهذا؟ أو أن تسكن المرأة إلى رجل مع أخرى غيرها أو أخريات ، متحصنة فى بيت الزوجية ، مستظلة تحت جناح رجل يحميها ، ويغار عليها ، ويخرس قالة السوء فيها؟
ثم لنسأل :
وهل مع هذه الإباحة المطلقة ، وجد الرجال فرص الحياة وظروفها ، مؤاتية لهم ، فسكن الواحد منهم إلى أكثر من واحدة؟
إن الواقع يشهد بأن أفرادا قلة ـ يعدّون فى حكم الشاذ ـ هم الذين استعملوا حق الإباحة هذا .. أما الغالبية العظمى من الرجال فقد رغبوا عن هذا المباح ، واكتفوا بامرأة واحدة ، قطعوا الحياة معها .. بل وما أكثر الذين تتوفى زوجاتهم ثم لا يتزوجون بعدهن ، وفيهم بقية شباب وصحة!
إن التعدد ـ الذي أباحه الإسلام ـ لم يمكن على سبيل الإلزام ، وإنما