والذين مكروا بالله وباءوا بسخطه فى بلاء ، وهمّ وجحيم ، وهم فى هذا البلاء وذلك الجحيم ، درجات ، بعضها دون بعض.
____________________________________
الآية : (١٦٤)
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (١٦٤)
____________________________________
التفسير : فى هذه الآية الكريمة ما يزكّى الرأى الذي ذهبنا إليه فى تفسير قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ) وهو أن الغلّ من الحقد ، لا من الغلول بمعنى الخيانة ..
ففى هذه الآية :
أولا : تذكير النبىّ الكريم بأنه رحمة أرسلها الله للناس ، ومنّة منّ الله بها عليهم ، بما يتلو عليهم من آيات الله ، وبما يفتح لهم من طاقات النور ، وبما يفيض عليهم من مواطر الهدى ، فيطهرهم من أرجاس الكفر والضلال ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويفتح قلوبهم المظلمة إلى حيث مطالع الهدى والنور ، ويوقظ عقولهم النائمة الغافية لتتصل بهذا الكون وتطالع فى صفحات الوجود وعلى قسمات الموجودات ، بعض ما أبدعت قدرة الخالق العظيم ، وما وسع علمه.
وهنا يرى الرسول ـ مع عظم المسئولية التي يحملها ـ مدى الخير الذي يسوقه الله على يديه إلى الناس ، الذين هو منهم وهم منه ، فيحمله ذلك على أن يبالغ فى تحرّى الدقة البالغة فى ألا يشوب هذه النعمة العظيمة كدر ، أو يعلق