الذي يتضاعف فيه رأس المال بمضاعفة المدة التي يبقى فيها المال فى يد المقترض بالربا ، ويكون ـ بمفهوم المخالفة ـ أن هذا النهى لا يرد على الربا إذا لم يكن على تلك الصورة الفاحشة!
ولكن ـ مع قليل من النظر فى وجه الآية الكريمة ـ نجد أن قوله تعالى (أَضْعافاً مُضاعَفَةً) وإن يكن حالا من أحوال الربا ، مقيدا للربا فى عمومه وإطلاقه .. إلا أن هذا الحال يكاد يكون الحال الشامل لجميع أحوال الربا ، الذي كان معروفا شائعا فى هذا الوقت ، وهو ربا النسيئة ، الذي يتضاعف فيه رأس المال على امتداد الزمن ..
وإذن فهذا الوصف بالأضعاف المضاعفة للربا هو تقرير لحقيقة الربا ، وكشف لوجهه الكريه ، الذي يغتال أموال الناس على تلك الصورة البشعة التي لم تكن تتخلف أبدا عن المعاملات الربوية يومئذ!
ويكون معنى الآية : نهى المؤمنين عن أكل الربا ، الذي يأكل بدوره أموال الناس ، حتى ينتفخ ويتورم ، ويصبح أضعاف ما كان عليه ، بتلك الأورام الخبيثة التي التصقت به .. فهو زاد تخمر وتعفن ، تصدّ عنه النفوس الطيبة ، ولو هلكت .. لأن فى تناوله الهلاك المحقق.
وقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تأكيد لاجتناب الربا ، وتحذير من أكله .. لأن آكله لا يفلح أبدا .. لأنه لم يكن على تقوى من الله ومن حرم التقوى والخشية من الله فقد حرم الفلاح ، وفى قوله تعالى : (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) ما يكشف عن جريمة الربا ، وأنها باب من أبواب الكفر ، ومدخل من مداخله ـ كما أشرنا إلى ذلك من قبل ـ فالنار