حيث كل شىء بحساب وتقدير ، ولكل حرف وزنه ، الذي يرجح موازين الدنيا جميعا .. وذلك وجه مشرق من وجوه الإعجاز القرآنى .. «تنزيل من عزيز حكيم» .. فسبحان من هذا كلامه.
____________________________________
الآيات : (١٢٧ ـ ١٢٩)
(لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٢٩)
____________________________________
التفسير : قوله تعالى : (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) هو تعليل لما جاء فى ختام الآية السابقة على هذه الآية ، وهو قوله تعالى : (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) حيث اقتضت عزّة الله وحكمته أن ينصر المؤمنين فى معركة بدر ، هذا النصر الذي كان منحة من الله كتبها بأيدى المؤمنين ، ولو لا فضل العزيز الحكيم لما نال المسلمون ما نالوا من أعدائهم .. ولكن قضى الله بذلك (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي ليقضى على جانب من الذين كفروا بالقتل ، وبذلك ينهدّ ركن من هذا البناء الأسود ، الذي يصدّ عباد الله عن دين الله ..
(أَوْ يَكْبِتَهُمْ) أي يملأ قلوبهم حسرة وألما ، وذلك حين ينقلب الأحياء من جيش البغي هذا ، بالهزيمة ، وبما خلّفوا وراءهم فى ميدان المعركة من جثث وأشلاء ، لأبطالهم ، وفلذات أكبادهم ..
فهذا الجيش الآثم الباغي : فريقان : فريق حصدته سيوف المسلمين فى