وفى هذا ما يفتح لهؤلاء المذنبين باب الرجاء فى رحمة الله ، وينصب لهم معالم النجاة ، إن هم أرادوا النجاة والخلاص.
____________________________________
الآية : (٩٠)
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ) (٩٠)
____________________________________
التفسير : هذه الآية مكملة لما قبلها ..
فبعد أن بيّن الله سبحانه وتعالى المصير المشئوم الذي سيقع على هؤلاء الكافرين من أهل الكتاب .. الذين كفروا بعد إيمانهم ، وبعد أن شهدوا أن الرسول الذي ظهر فيهم هو رسول رب العالمين ، يحمل آيات الهدى والنور من ربه .. وبعد أن ألبسهم الله ثوب اللعنة ، ثم فتح باب الرحمة لمن نزع منهم عن غيّه وضلاله ، وفاء إلى الحق ، ورجع إلى الله تائبا ، مصلحا ما أفسد من دينه وفى دينه ـ بعد هذا بيّن الله موقف المتعنتين من هؤلاء الضالين الظالمين ، الذين دعاهم الله تعالى إلى جناب رحمته ومغفرته ، فأبوا أن يستجيبوا ، ولم يزدهم هذا الدعاء الكريم ، من رب كريم ، إلا إصرارا وعنادا ، وإغراقا فى الإثم ، واستغراقا فى الضلال ـ فهؤلاء لن تقبل توبتهم ، ولن يلقاهم الله برحمته ومغفرته .. (وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ).
والسؤال هنا :
أهناك من يتوب ، ويمدّ يده إلى الله بالصفح والمغفرة .. ثم يردّ ، ولا صفح ولا مغفرة؟
والجواب ، أن الله سبحانه وتعالى يدعو عباده إلى التوبة ، ويفتح لهم باب