وفى قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) وقوله : (وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) ـ ما يسأل عنه .. وهو : لما ذا كان الوصف المصاحب لما تلقّاه النبيون : محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، هو «النزول» ، على حين كان الوصف المصاحب لما تلقّاه موسى وعيسى هو «الإتيان» هكذا : (وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى)؟
والجواب على هذا ـ والله أعلم ـ هو أن ما تلقاه النبىّ عليه الصلاة والسلام ، وما تلقاه إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط عليهمالسلام ـ كان وحيا من الله ، على لسان ملك من ملائكته ، هو جبريل عليهالسلام ، فكان وصف هذا التلقي «بالنزول» هو الوصف المناسب لتلك الحال ، أما ما تلقاه موسى وعيسى عليهماالسلام ، فكان تلقيا مباشرا من الله سبحانه وتعالى .. وفى موسى يقول الله تعالى : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) (١٦٤ : النساء) أما عيسى عليهالسلام ، فقد أيده لله بروح القدس ، لذى هو نفخة من روح الحق ، فكان اتصاله بالله اتصالا مباشرا بهذا الروح الذي يملأ كيانه! وفى عيسى يقول الله سبحانه : (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (٨٧ : البقرة) وروح القدس ، هو جبريل ، أو روح من عند الله .. تلازمه ، وتنطق بلسانه ..!
قوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) .. الإسلام هو دين الله الذي شرعه لعباده ، والذي جاء به الأنبياء والمرسلون جميعا ، ودعوا الناس إليه ، فمن آمن منهم بما جاء به الرسل ـ من غير تحريف ولا تبديل ـ فهو مسلم من المسلمين ..
فإبراهيم عليهالسلام .. يسأل الله أن يوفقه وأهله وذريته إلى دين الإسلام ،