وأنهم إذا أنكر عليهم أحد أنّهم أنبياء ، فذلك أمره إليه ، ووزره واقع عليه ، ولكن إذا ذهب به هذا الإنكار إلى حدّ الاعتداء على النبىّ وقتله ، فإنه حينئذ يكون معتديا ، إذ قتل نفسا بغير الحق ، لأنها لم ترتكب ما يوجب القتل!.
____________________________________
آية (٦٢)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦٢)
____________________________________
التفسير : فى تعداد هذه النعم التي تفضل الله بها على بنى إسرائيل ما يوحى بأن فضل الله مقصور على جماعة بعينها من خلقه ، بل ربما أثار ذلك فى بنى إسرائيل شعورا بالتعالي على الناس ، كما سوّلت لهم بذلك أنفسهم ، وانطبع به سلوكهم فى الحياة!.
وتلك ضلالة وافتراء عظيم على الله ، فالخلق جميعا خلق الله ، والناس كلهم عباده ، خلقهم جميعا من نفس واحدة ، فكيف يكون بينهم تفاضل عنده ، بغير ما يستوجب الفضل ، ولا فضل إلا بالعمل الذي تختلف به موازين الناس. وتتباين به منازلهم عند الله؟
فالذين آمنوا ، أي الذين سبقوا بالإيمان ليس لهم أن يستأثروا برحمة الله ، وأن يحجبوها عن عباده الذين لم يؤمنوا بعد ـ بل رحمة الله واسعة ، وسعت كل شىء ، وباب القبول للدخول فى رحابه مفتوح لكل قاصد!.
فأى إنسان ـ على أية ملّة ، وعلى أي دين ـ هو مدعوّ إلى رحاب الله ،