____________________________________
بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (١٧) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (١٨).
____________________________________
التفسير : أكثر المفسرين على أن الكاف فى «كمثلهم» زائدة ، باعتبار أن كلمة «مثل» أداة للتشبيه ، والكاف أداة للتشبيه ، ولا تجتمع الأداتان على مشبّه به واحد ، وعلى هذا تكون الصورة هكذا : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) أو «مثلهم كالذى استوقد نارا».
وبلاغة القرآن أعظم وأسمى من أن تخضع لمقاييس النحو وتخريج النحاة!
فليس فى كلمات الله ما يحتاج إلى علل النحاة ، وو مما حكاتهم ، ليستقيم على علمهم ، ولينضبط مع قواعدهم ـ وحسب القرآن أن يقول قولا ، أو ينهج أسلوبا ، فيكون قوله الحق ، وأسلوبه الفصل ، ولا عليه أن تضطرب قواعد النحو ، وتتبلبل عقول النحاة!
والأمر هنا ـ فيما يتعلق بالكاف فى «كمثل» ـ يجرى على أسلوب القرآن كله ، فى إعجازه ، واستيلائه على أعنّة البلاغة وأزمّتها.
فقوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) هو تشبيه حال بحال ، وشأن بشأن .. بمعنى أن شأن هؤلاء المنافقين وحالهم ، كشأن أو حال من استوقد نارا.
فهؤلاء المنافقون مثل ، وذاك الذي استوقد نارا مثل .. وبين المثلين تشابه وتطابق ، فصح أن يكون كل منهما طرفا فى تشبيه واحد ، وكاف التشبيه أداته .. فكأنه قيل : هذا المثل كهذا المثل!
وننظر فيما بين المثلين من وجه شبه ، فنرى :