والمستقرة فى شعوره ، وهذا شعور معاكس تماما لما يشعر به الأوصياء نحو اليتامى من أنهم لن يكبروا أبدا ، حتى يظلوا أكبر زمن ممكن تحت أيديهم!!
فانظركم أعطت هاتان الكلمتان المباركتان : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) من ثمرات طيبة ، وكم تعطيان هكذا أبدا من ثمر طيب مبارك لكل طالب ومريد؟
وفى قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) حماية لهذا الشعور الذي أثاره قوله سبحانه : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) وتغذية دائمة له من أن يضعف ، إذ يجد الوصي على اليتيم عين الله ترقبه ، وعلمه يحيط بكل ما يعمل لليتيم الذي فى يده ، من خير أو شر ، ومن إصلاح لأمره ، ليرشد ويستقلّ بشؤنه ، أو ليفسد ويظل هكذا تحت يده!.
وفى قوله سبحانه : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) إشارة إلى أن ما قضت به حكمة الله من تكاليف فى شريعة الإسلام ، هو مما لا إعنات فيه ولا إرهاق ، بل هو مما تحتمله النفوس فى متوسط مستوياتها ..
فأوامر الشريعة الإسلامية ونواهيها ملتزمة هذا الموقف الوسط ، الذي جمع أطراف الناس جميعا ، من أقوياء وضعفاء.
ولو أراد الله سبحانه وتعالى أن يكلف بما هو فوق احتمال الناس ، أو بما يصيبها بالجهد والإعياء لما كان لأحد أن يعترض ، ولكان ذلك شريعة ملزمة ، يحلّ العقاب بمن خرج عليها ، كما فعل الله سبحانه وتعالى ذلك باليهود ، وذلك من باب الابتلاء والفتنة ، التي عافى الله سبحانه وتعالى منها هذه الأمة الإسلامية ، ورحمها من هذا البلاء.