وهاهم أولاء يجنون ثمرة ما زرعوا من شرّ ، وما ثمّروا من إثم! (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ).
____________________________________
الآيتان : (١٦٨ ـ ١٦٩)
(يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨) إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (١٦٩)
____________________________________
التفسير : تكشف هاتان الآيتان عن وجه آخر من وجوه الضلال ، فكما يفسد بعض الناس على الناس تفكيرهم ، ويفتنونهم فى دينهم ، كذلك تفسد نفس الإنسان على الإنسان تفكيره وتفتنه عن دينه ، حين يسلم المرء زمامه لنفسه فلا يراجعها ، ويتبع هواها حيث يميل به ، والإنسان بما فيه من عقل وإدراك مسئول عن نفسه مسئولية لا يدفعها عنه إغواء المغوين ولا إضلال المضلين ، حتى ولو كان وارد هذا الإغواء ، ومهب ذلك الضلال نابعا منه ، ومن نفسه التي بين جنبيه. وهو ما يعبر عنه القرآن الكريم بالشيطان .. فسواء أكان الشيطان هنا أو هناك ، بعيدا أو قريبا ، فإنه لا يبدو للإنسان ، ولا يجد له وجودا قائما فى كيانه ، وإنما هى وسوساته وخطراته ، التي يقذفها فى النفس ، فتتحرك أهواؤها ، وتتناغى بلابل شهواتها ، فإذا لم يتنبه الإنسان لها ، ويأخذ السبيل عليها ، ملكته ، وأسرته ، وألقت به ليد الشيطان!
فالشيطان ، هو دعوة الضلال التي تساق إلى النفس ، على لسان إنسان ضال مضلّ ، وذلك هو شيطان الإنس ، أو التي تتحرك من داخل كيان الإنسان فيجد مسّها فى صدره ووقعها على نفسه ، من وارد خفى ، لا يدرى من