النبىّ العربىّ ،
محمد بن عبد الله ، صلوات الله وسلامه عليه ، وفى هذا يقول النبىّ الكريم : «أنا
دعوة أبى إبراهيم ، وبشرى أخى عيسى» ، والكتاب هو القرآن ، والحكمة هى السنّة ،
وبهما يتزكى المؤمن ويتطهر.
ثم يقول سبحانه
تعالى :
____________________________________
الآيات : (١٣٠ ـ ١٣٢)
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي
الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٣٠) إِذْ قالَ لَهُ
رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (١٣١)
وَوَصَّى
بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ
الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(١٣٢)
____________________________________
التفسير : الدّين
الذي اصطفاه الله سبحانه لإبراهيم واصطفى إبراهيم له ، هو الإسلام ، وهو دين الله
، كما يقول سبحانه : (إِنَّ الدِّينَ
عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (١٩ : آل عمران).
وتلك هى ملة
إبراهيم ، فمن رغب عنها فقد رغب عن الحق ، وتنكّب عن الهدى ، ولا يفعل ذلك إلا
سفيه أحمق ، اشترى الضلالة بالهدى.
وقوله تعالى : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ
أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) هو مما ابتلى الله به إبراهيم من كلماته ، وقد استجاب
إبراهيم لله ، وخرج من الابتلاء سليما معافى ، مستأهلا لرضى الله ورضوانه.
وفى قوله تعالى : (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ
وَيَعْقُوبُ) يعود الضمير فى «بها» إلى الكلمات التي ابتلى الله بها
إبراهيم ، والتي وصّى بها إبراهيم يعقوب ، ثم وصّى بها يعقوب بنيه من بعده.