مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (١٢٥)
____________________________________
وهذا فضل من الله اختصّ به مكانا مباركا ، فجعله حرما آمنا ، يأوى إليه الناس ، فيجدون فى ظله السّكن والاطمئنان!.
والمثابة : المرجع ، يثوب إليه الناس ويرجعون.
والبيت. هو البيت الحرام بمكة ، وقد ذكر معرّفا هكذا : «البيت» إشارة إلى أنه واحد البيوت كلّها ، وأنه إذا ذكر «البيت» كان هو هذا البيت! .. البيت الحرام.
وفى قوله تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) التفات من غيبة إلى حضور ، ومن خبر إلى أمر ، للتنويه بشأن هذا البيت ، وبالأمر المتعلق به.
وفى قوله تعالى : (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) التفات من أمر إلى خبر ، ليقوّى من شأن الأمر ، وليزيد فى ظهوره ، والعهد هنا ، معناه : التكليف والأمر .. وتطهير البيت : إعداده وتخصيصه للمؤمنين بالله ، فلا يقربه مشرك ، ولا يطوف به ، ولا يعكف فيه إلا مؤمن خالص الإيمان.
ثم يقول سبحانه :
____________________________________
آية : (١٢٦)
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ