____________________________________
قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (١١٨) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) (١١٩)
____________________________________
التفسير : وهذه مقولة أخرى لغير أهل الكتاب ، من مشركى قريش ، قالوا : (لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) إنهم يأبون أن يعترفوا بوجود الله حتى يروه رأى العين ، كما قال بنو إسرائيل لموسى : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) (٥٥ : البقرة) .. فهكذا وساوس الشيطان تعبث بقلوب الناس وعقولهم ، فتفسد عليهم الرؤية الصحيحة للحق ، إلّا من عصم الله.
وفى قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) مواساة للنبىّ الكريم ، وتخفيف عليه ، مما يلقى من عنت قومه ، فما هو إلا رسول ، يبلغ ما أنزل إليه من ربّه ، فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها.
ثم يقول سبحانه :
____________________________________
الآيتان : (١٢٠ ـ ١٢١)
(وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٢٠) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (١٢١)