سنة خمسين ومائة
فيها توفي إبراهيم بن يزيد القرشي المكّي في قول ، وجعفر بن المنصور ابن أبي جعفر ، وفقيه مكة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبيد الله ابن أبي زياد القداح ، وعثمان بن الأسود بخلف ، وعبد الله بن عوف بخلف ، وعمر بن محمد بن زيد العمري ، وأبو حنيفة النعمان الإمام ، وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد بخلف.
* * *
وفيها كان خروج أستاذسيس في جموع أهل هراة وسجستان وباذغيس (١) ، وتجمّع معه جيش لم يسمع بمثله قط ، حتى قيل : كان في نحو من ثلاثمائة ألف مقاتل ، وغلب على عامّة خراسان ، واستفحل البلاء ، فخرج لقتالهم الأجثم المروروذيّ بأهل مروالرّوذ ، فاقتتلوا أشد قتال ، فقتل الأجثم ، وكثر القتل في جيشه ، فبعث المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهديّ ، فولّاه المهديّ محاربتهم ، فسار في جيش كثيف ، واستعمل على ميمنته الهيثم بن شعبة ، وعلى ميسرته نهار بن حصين ، وعلى المقدمة بكار بن سلم العقيليّ ، ثم خندق على عسكره والتقى الجمعان ، وثبت الفريقان ، وتفاقم الأمر إلى أن نزل النصر ، فهزمهم المسلمون بخديعة عملوها ، وكثر القتل في جيش
__________________
(١) في نسخة القدسي ٦ / ٣٢ «بازغيس» بالزين ، والتصحيح عن ياقوت ١ / ٣١٨ ، وهي بفتح الذال وكسر الغين المعجمة ، ناحية تشتمل على قرى من أعمال هراة ومروالروذ.