وقال محمد بن الأوزاعي : قال لي أبي : يا بنيّ لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
وقال الوليد بن مزيد : سمعت الأوزاعي يقول : عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال (١) وإن زخرفوه لك بالقول ، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم.
وقال بقيّة : قال لي الأوزاعي : العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم وما لم يجيء عن الصحابة فليس بعلم.
وقال الوليد وبقية عن الأوزاعي : لا يجتمع حب عليّ وعثمان إلا في قلب مؤمن.
وقال الأوزاعي : كتب إليّ قتادة : إن كانت الدار فرّقت بيننا وبينك فإن ألفه الإسلام جامعة بين أهلها.
وقال الوليد بن مزيد : سمعت الأوزاعي يقول : أتيت بيروت ارابط فلقيت سوداء عند المقابر فقلت : اين العمارة؟ قالت : أنت في العمارة ، وإن أردت الخراب (٢) فبين يديك.
قال أحمد بن عبد الواحد : نا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال : وقع عندنا ببيروت رجل جراد ، فذكر من عظمه وعظم الجرادة ، قال : وعليه خفّان أحمران وهو يقول : (الدنيا باطل وباطل ما فيها) ويومئ بيده ، حيثما أومأ أنساب الجراد ، رواها عليّ بن زيد الفرائضي عن ابن كثير سمع الأوزاعي أنه هو الّذي رأى ذلك.
__________________
(١) يريد آراء الرجال غير المستندة إلى الأدلة الشرعية ، وإلا فالأوزاعي نفسه قال (كلنا نرى).
(٢) بالأصل (الجيران) والتصحيح من محاسن المساعي.