رجل خاصة نفسه ، ولو خيّرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. وكذا قال ابن المبارك وغيره.
قال الخريبي : كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
وقال الوليد : ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة منه.
وقال بشر بن المنذر : رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
وقال أبو مسهر : كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء. وقال ابن مهدي : إنما الناس في زمانهم أربعة : حماد بن زيد بالبصرة ، والثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز ، والأوزاعي بالشام (١).
وقال أحمد : الأوزاعي إمام.
وقال إسحاق : إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك على أمر فهو سنّة.
وروى عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال : دفع إليّ الزّهريّ صحيفة فقال : اروها عنّي ودفع إليّ يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال : اروها عني. قال الوليد : قال الأوزاعي : نعمل بها ولا نحدّث بها.
وقال هشام بن عمار : سمعت الوليد يقول : احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر فنداقا فأتاه رجل بنسخها فقال : يا أبا عمرو هذه نسخة كتابك وإصلاحك بيدك ، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا ، وسمعته يقول : لا نأمن بإصلاح اللحن.
وقال الوليد بن مزيد : سمعت الأوزاعي يقول : إذا أراد الله بقوم شرّا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل.
__________________
(١) قال يحيى بن معين : العلماء أربعة : الثوري وأبو حنيفة ومالك ، والأوزاعي ، على ما في البداية والنهاية لابن كثير وغيره. وهذا القول غير موجود في التاريخ لابن معين.