وذكر علي بن محمد النوفلي عن أبيه : أن المنصور حج سنة سبع وأربعين (١).
* * *
وعزل عن الكوفة عيسى بن موسى ، وطلبه إلى بغداد ، فدفع إليه عبد الله ابن عليّ سرا ، ثم قال : يا عيسى ، إن هذا أراد أن يزيل النعمة عني وعنك ، وأنت وليّ عهدي بعد المهديّ ، والخلافة صائرة إليك ، فخذ ، واقتله ، وإيّاك أن تخور أو تضعف ، وسلّمه إليه ، ثم كتب إليه غير مره من طرق الحج يسأله : ما فعلت ، فكتب إليه : قد أنفذت ما أمرت به ، فلم يشك أنه قتله ، وكان عيسى قد ستره عنده ، ودعا كاتبه يونس بن فروة فقال : ما ترى؟ قال : أمرك بقتله سرا ، ويدّعيه عليك علانية ، ثم يقيدك به. قال : فما الرأي؟ قال : استره واخفه ، فلما قدم المنصور دسّ إلى عمومته من يحرّكهم على مسألة عمه عبد الله بن عليّ ، فكلموا المنصور ، فقال : عليّ بعيسى ، فأتاه ، فقال : قد علمت أني دفعت إليك عمي ليكون في منزلك ، قال : قد فعلت ، قال : قد كلمني فيه أعمامي ، فرأيت الصفح عنه ، فقال : أو لم تأمرني بقتله؟ قال : لا ، قال : قد أمرتني بقتله!. قال : كذبت ، فقال لعمومته : إن هذا قد أقرّ لكم بقتل أخيكم ، قالوا : فادفعه إلينا نقتله به ، قال : فشأنكم به ، فأخرجوه إلى الرحبة ، واجتمع الناس ، وشهر الأمر ، فقام أحدهم وشهر سيفه ، فقال له عيسى : أفاعل أنت؟ قال : نعم قال : لا تعجلوا ، ثم أحضر عبد الله بن عليّ وقال للمنصور : شأنك بعمك ، قال : فأدخلوه حتى أرى فيه رأيي ، فجعله في بيت ، ثم كان أمره ما كان (٢).
* * *
__________________
(١) تاريخ خليفة ٤٢٤. الطبري. ابن الأثير ٥ / ٥٨٣.
(٢) الطبري ٨ / ٧ ـ ٩.