قال ابن المديني : جمع لابن عون ما لم يجمع لأحد من أصحابه ، ولم يحدّث إلا بعد موت أيوب ، كان يمتنع من الحديث فلما مات يونس بن عبيد ألحّ على ابن عون أصحاب الحديث فسلس وحدّث.
وقال ابن سعد : أخبرنا بكار بن محمد حدّثني بعض أصحابنا أن ابن عون كان له ناقة يغزو عليها ويحجّ عليها وكان بها معجبا فأمر غلاما له يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها على وجهها فسالت عينها على خدّها فقلنا : إن كان ابن عون يسيء فاليوم ، فلم يلبث أن نزل فلما نظر إلى الناقة قال : سبحان الله أفلا غير الوجه بارك الله فيك أخرج عني اشهدوا أنه حر.
وقال معاذ بن معاذ : حدّثني غير واحد من أصحاب يونس بن عبيد أنه قال : إني لأعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنّى أن يسلم له يوم من أيام ابن عون فما يقدر عليه.
قال ابن المبارك : ما رأيت مصلّيا مثل ابن عون.
قرأت على إسحاق بن أبي بكر أخبركم ابن خليل أنا أبو المكارم اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم أنا أبو محمد بن حبان نا عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد نا حفص الرياني (١) أنا معاذ بن معاذ : سمعت هشام بن حسان يقول : حدّثني من لم تر عيناي مثله ، فقلت في نفسي : اليوم نستبين فضل الحسن وابن سيرين ، قال فأشار بيده إلى ابن عون وهو جالس. وبه قال أبو نعيم : ثنا ابن خلاد ثنا الكديمي ثنا الخريبي قال : دخلت البصرة لألقى ابن عون فلما صرت إلى قناطر بني دارم تلقّاني نعيه فدخلني ما الله به عليم.
قلت : ترجمته في «تاريخ دمشق» (٢) عشرون ورقة. ومات سنة إحدى
__________________
(١) لعله (الربالي) فيحرر.
(٢) انظر الجزء المصور من تاريخ دمشق الّذي نشره المجمع العلمي بدمشق ـ ص ٣١٥ وما بعدها.