وأحاديث نحوه فقال رجل من القدريّة : يا أبا بسطام ألا تحدّثنا نحن أيضا بشيء ، فذكر حديث أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا(كل مولود يولد على الفطرة ـ الحديث) (١).
وقال أبو قطن : ما رأيت شعبة ركع إلا حسبت أنه قد نسي ولا قعد بين السجدتين إلا قلت قد نسي.
وقال القطان : كان شعبة من أرقّ الناس يعطي السائل ما أمكنه.
قال أبو قطن : كانت ثياب شعبة كالتراب وكان كثير الصلاة سخيّا.
وقال عبدان بن عثمان عن أبيه قال : قوّمنا حمار شعبة وسرجه ولجامه ببضعة عشر درهما.
وعن عبد العزيز بن أبي داود قال : كان شعبة إذا حكّ جسمه انتثر منه التراب.
قال أبو داود الطيالسي : كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال : مات حماري ، وذهبت مني الجمعة ، وذهبت حوائجي ، قال : بكم أخذته؟ قال بثلاثة دنانير.
قال شعبة : فعندي ثلاثة دنانير والله ما أملك غيرها ، ثم دفعها إليه.
وقال النضر بن شميل : ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
وقال سليمان بن أبي شيخ : نا صالح بن سليمان قال : كان شعبة مولده ومنشأه واسط وعلمه كوفي ، وكان له أخوان : بشّار وحمّاد يعالجان الصرف. وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث : ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيّال
__________________
(١) بسط الحافظ ابن عبد البر القول في شرح هذا الحديث في (ثلاث وأربعين صفحة).