إليه إلى أجل مسمى ، قال : وذكر الحديث. أخرجه البخاري في الصحيح. قال : وقال الليث بن سعد ، فذكره (١).
قال أبو عبد الله الحليمي في معنى الشهيد : إنه المطلع على ما لا يعلمه المخلوقون إلا بالشهود. وهو الحضور. ومعنى ذلك أنه وإن كان لا يوصف بالحضور الذي هو المجاورة أو المقاربة في المكان ، فإن ما يجري ويكون من خلقه لا يخفى عليه كما يخفى على البعيد النائي عن القوم ما يكون منهم. وذلك أن النائي إنما يؤتى من قبل قصور آلته ونقص جارحته. والله (تعالى جل ثناؤه) ليس بذي آلة ولا جارحة ، فيدخل عليه فيهما ما يدخل على المحتاج إليهما.
ومنها : (الحسيب): قال الله (جل ثناؤه) : (وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) (٢). ورويناه في خبر الأسامي (٣).
قال الحليمي : ومعناه المدرك للأجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب من غير أن يحسب ، لأن الحاسب يدرك الأجزاء شيئا فشيئا. ويعلم الجملة عند انتهاء حسابه. والله تعالى لا يتوقف علمه بشيء على أمر يكون وحال يحدث.
وقد قيل : الحسيب هو الكافي. فعيل بمعنى مفعل. تقول العرب : نزلت بفلان ، فأكرمني وأحسبني أي أعطاني ما كفاني حتى قلت : حسبي.
__________________
(١) الحديث في صحيح البخاري ٣٩ كتاب الكفالة ١ باب الكفالة في القرض ٢٢٩١ بسنده عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل وذكره.
(٢) سورة النساء آية رقم ٦ وسورة الأحزاب آية ٣٩.
(٣) وقال تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) سورة النساء آية ٨٦.