ابن إسماعيل بن مهران ، حدثنا هارون بن سعيد الأيلي ، حدثني خالد بن نزار ، حدثنا القاسم بن مبرور ، عن يونس بن يزيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلىاللهعليهوسلم في حديث الاستسقاء ، قال فيه : «الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، لا إله إلا الله يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله ، لا إله إلا أنت الغني ، ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين» (١).
قال الحليمي في معنى الغنى : إنه الكامل بماله وعنده ، فلا يحتاج معه إلى غيره. وربنا (جل ثناؤه) بهذه الصفة ، لأن الحاجة نقص ، والمحتاج عاجز عن ما يحتاج إليه ، إلى أن يبلغه ويدركه. وللمحتاج إليه فضل بوجود ما ليس عند المحتاج. فالنقص منفي عن القديم بكل حال ، والعجز غير جائز عليه. ولا يمكن أن يكون لأحد عليه فضل ، إذ كل شيء سواه خلق له وبدع أبدعه ، لا يملك من أمره شيئا. وإنما يكون كما يريد الله (عزوجل) ويدبره عليه. فلا يتوهم أن يكون له مع هذا اتساع لفضل عليه.
ومنها (السبوح):
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزان ، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر ، حدثنا عثمان ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن مطرف ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول في ركوعه : «سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح» (٢). قال : فذكرت ذلك لهشام الدستوائي ، فقال : في ركوعه وسجوده. أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة ، وهشام ، وابن أبي عروبة.
__________________
(١) الحديث أخرجه أبو داود في الاستسقاء ٢.
(٢) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب الصلاة ٢٢٣ (٤٨٧) بسنده عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أن عائشة ـ رضي الله عنها نبأته أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال وذكره وأخرجه أبو داود في الصلاة ١٤٧ والنسائي في التطبيق ١١ ـ ٧٥ وأحمد بن حنبل في المسند ٦ : ٣٥ ، ٩٤ ، ١١٥ (حلبي).