إسحاق نا عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر نا اسماعيل بن عياش نا يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار قال سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم أي الشهداء أفضل؟ قال : «الذين يلقون في الصف فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف يضحك إليهم ربك ، وإذا ضحك الله إلى قوم فلا حساب عليهم».
أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك رحمهالله أنا عبد الله بن جعفر نا يونس ابن حبيب نا أبو داود نا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن أبي رزين قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ، فقلت : يا رسول الله ويضحك الرب؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «نعم. قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا». وروى عن عائشة مرفوعا في معنى هذا.
وذكر أبو الحسن بن مهدي الطبري رحمهالله فيما كتب إلى أبو نصر بن قتادة من كتابه أن الضحك في هذه الأخبار بمعنى البيان ، تقول العرب ضحكت الأرض إذا أنبتت ، لأنها تبدي عن حسن النيات وتنفتق عن الزهر ، كما ينفتق الضاحك عن الثغر ، ويقال ضحكت الطلعة إذا بدا ما كان فيها مستخبيا ، قال الشاعر : (وضحك المزن بها ثم بكى) يريد بالضحك إظهار البرق ، وببكائه المطر.
قال الشيخ أحمد : وروينا عن النبي صلىاللهعليهوسلم ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني نا جدي نا إبراهيم ابن حمزة الزبيدي نا إبراهيم بن سعد عن أبيه أنه قال : كنت مع حميد بن عبد الرحمن في مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم فعرض في المسجد رجل من بني غفار جليل في بصره بعض الضعف ، فأرسل إليه حميد يدعوه ، قال فلما أقبل قال يا ابن أخي أوسع لي بيني وبينك ، فإن هذا رجل قد صحب النبي صلىاللهعليهوسلم في بعض أسفاره ، قال فأوسعت له بيني وبينه ، فقال له حميد : الحديث الذي سمعتك تذكر أنك سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «إن الله عزوجل ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق ، ويضحك أحسن الضحك» وفي هذا تأكيد ما ذكر أبو الحسن من لسان العرب. قال أبو الحسن فمعنى قول النبي صلىاللهعليهوسلم