أحمد حدثنا عبد الله النضر بن سلمة فذكره. وهذا إنما يعرف بالأسود بن عامر شاذان عن حماد. ورويناه من حديث إبراهيم بن أبي سويد الذراع عن حماد ، وروي من وجهين آخرين عن حماد ، فذهب أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجي ـ وكان من المتعصبين ـ إلى ما أخبرنا أبو سعيد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي أنا ابن حماد حدثنا محمد بن شجاع الثلجي. أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادان فجاء وهو يرويها ، فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه في البحر فألقاها إليه ، قال أبو عبد الله الثلجي : فسمعت عباد بن صهيب يقول : إن حماد بن سلمة كان لا يحفظ ، وكانوا يقولون إنها دسّت في كتبه ، وقد قيل : إن ابن أبي العرجاء كان ربيبه وكان يدرس في كتبه هذه الأحاديث. قال أبو أحمد : أبو عبد الله الثلجي كذاب ، وكان يضع الحديث ويدسه في كتب أصحاب الحديث بأحاديث كفريات من تدسيسه.
قال أبو أحمد : والأحاديث التي رويت عن حماد بن سلمة في الرؤية قد رواها خبر حماد بن سلمة قلت : وقد حمل غيره من أهل النظر في هذه الرواية على عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما وزعم أن سعيد بن المسيب تكلم فيه وكذلك عطاء وطاوس ومحمد بن سيرين ، وكان مالك بن أنس لا يرضاه ومسلم بن الحجاج لم يحتج به في الصحاح.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله أحمد بن حنبل قال : سمعت إبراهيم بن سعد يقول : أشهر أكثر علمي على أبي أنه سمع سعيد بن المسيب يقول لغلام له اسمه برد اياك يا بردان تكذب علي كما يكذب عكرمة على ابن عباس؟ قلت : وفي بعض هذه الروايات عن ابن عباس أنه قال من غير أن عزاه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد روينا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه «أن النبي صلىاللهعليهوسلم رأى جبريل عليهالسلام في حلة رفرف أخضر ، وثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) (١) قال غشيها فراش من ذهب وذكر أنه
__________________
(١) سورة النجم آية ١٦.