وروى هشام بن عروة عن أبيه قال : حملة العرش منهم من صورته صورة الإنسان ، ومنهم من صورته صورة النسر ، ومنهم من صورته صورة الثور ، ومنهم من صورته صورة الاسد.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي حدثنا إبراهيم ابن الحسين حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شيبان الرحمن بن الحسن القاضي حدثنا إبراهيم بن الحسين حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل تدرون ما هذه التي فوقكم؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها الرفيع : سقف محفوظ ، وموج مكفوف ، هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام ، وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك ، حتى عدّ سبع سماوات ، وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام ، ثم قال : هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها الأرض وبينها وبين الأرض التي تحتها مسيرة خمسمائة عام ، حتى عدّ سبع أرضين وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام ، ثم قال صلىاللهعليهوسلم والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ) (١).
قلت : هذه الرواية في مسيرة خمسمائة عام اشتهرت فيما بين الناس.
وروينا عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله مثلها ، ويحتمل أن يختلف ذلك باختلاف قوة السير وضعفه ، وخفته وثقله ، فيكون بسير القوي أقل ، وبسير الضعيف أكثر ، والله أعلم.
والذي روي في آخر هذا الحديث إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى ،
__________________
(١) هذا الأثر : لعله مما تفرد به الامام البيهقي في كتابه الأسماء والصفات ولم يذكر في كتاب الصحاح ولا كتب السنة والله أعلم. والآية من سورة الحديد آية ٣.