مسيرها ، والخبر عن سجود الشمس والقمر لله عزوجل قد جاء في الكتاب ، وليس في سجودها لربها تحت العرش ما يعوقها عن التراب في سيرها والتصرف لما سخرت له ، قال فأما قول الله عزوجل (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) (١) فإنه ليس بمخالف لما جاء في هذا الخبر من أن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش لأن المذكور في الآية إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب ، ومصيرها تحت العرش للسجود ، إنما هو بعد غروبها فيما دلّ عليه لفظ الخبر ، فليس بينهما تعارض وليس معنى قوله (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) أنها تسقط في تلك العين فتغمرها ، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكا فوجد الشمس تتدلى عند غروبها فوق هذه العين ، أو على سمت هذه العين ، وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن كان في البحر وهو لا يرى الساحل ، يرى الشمس كأنها تغيب في البحر ، وإن كانت في الحقيقة تغيب وراء البحر ، وفي هاهنا بمعنى فوق ، أو بمعنى على ، وحروف الصفات تبدل بعضها مكان بعض.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي حدثنا حفص بن عمر حدثنا قبيصة ح.
وحدثنا ابن أبي مريم حدثنا الفريابي قالا : حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال : جاء رجل من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قد لطم وجهه ، فقال : يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ادعوه فدعوه» فقال : لم لطمت وجهه؟ فقال : يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر ، فقلت يا خبيث وعلى محمد؟ فأخذتني غضبة فلطمته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يقيمها فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أو جوزي بصعقته» رواه
__________________
(١) سورة الكهف آية ٨٦.