العظيم. وذكر الحديث. وهذا حديث تفرد به أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي بهذا اللفظ. فإن كان محفوظا فيه ، فإنهم كانوا يقولون ذلك ، ويريدون به نفي النقص عنه لا غير. ثم قد حكى أبو الحسن بن مهدي فيما كتب لي أبو نصر بن قتادة من كتابه عن ابن الأنباري عن ثعلب في قول الله (عزوجل) : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١) يعني أنه حق أهل السموات والأرض. وهذا نظير قول العرب إذا سمعوا قول القائل حقا كلامك هذا عليه نور. أي هو حق. فيحتمل أن يكون قوله إن كان ثابتا أسألك بجلالك ونور وجهك. أي وحق وجهك. والحق هو المتحقق كونه ووجوده.
وكان الأستاذ أبو إسحاق (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم) يقول في معنى النور : إنه الذي لا يخفى على أوليائه بالدليل. ويصح رؤيته بالأبصار ، ويظهر لكل ذي لب بالعقل ، فيكون قوله : أسألك بجلالك ونور وجهك راجعا في النور إلى أحد هذه المعاني. والله أعلم.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس (هو الأصم) حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا الزبير أبو عبد السلام ، عن أيوب بن عبد الله بن محرز ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار. ونور السموات والأرض من نور وجهه. هذا موقوف وراويه غير معروف.
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو عبد الله (محمد بن يعقوب) حدثنا بن عبد الله ، أنا جعفر بن عون ، أنا مسدد ، عن عمرو بن مرة ، قال : قلت لسعيد بن المسيب : علمني كلمات أقولهن عند المساء ، قال : قل : أعوذ بوجهك الكريم ، وباسمك العظيم وبكلماتك التامة من شر السامة والعامة ، ومن شر ما خلقت أي رب ، ومن شر ما أنت آخذ بناصيته ، ومن شر هذه الليلة ، ومن شر ما بعدها ، وشر الدنيا وأهلها.
أخبرنا أبو أحمد (عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل) أنا أبو
__________________
(١) سورة النور آية ٣٥.