قال إسحاق : وسألت وكيع بن الجراح ، فقال : يا أبا يعقوب ، من قال : «القرآن مخلوق» ، فهو كافر.
قال أبو موسى : كتب إلى أحمد بن سنان الواسطي ، قال : حدثني شاذ ابن يحيى ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : من زعم أن كلام الله (تعالى) مخلوق ، فهو والذي لا إله إلا هو عندي زنديق.
قال : وكتب إلى أحمد بن سنان ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : القرآن كله كلام الله.
قال أبو موسى : بلغني عن مسلم بن أبي مسلم الجرمي ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، وسأله رجل عن القرآن ، فقال ابن عيينة : ألا سمعت قوله : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) (١).
الخلق الخلق ، والأمر الأمر.
أخبرنا أبو سعد ، عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ، أنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني ، حدثنا عبد الملك بن محمد الفقيه ، حدثنا سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الكوفي ، قال : سمعت كادح بن رحمة يقول : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : من قال : القرآن مخلوق ، فهو زنديق. قال : سمعت سليمان يقول : سمعت الحارث بن إدريس يقول : سمعت محمد بن الحسن الفقيه يقول : من قال : «القرآن مخلوق» فلا تصل خلفه ، وقرأت في كتاب أبي عبد الله ، محمد بن يوسف بن إبراهيم الدقاق روايته عن القاسم بن أبي صالح الهمذاني ، عن محمد بن أبي أيوب الرازي ، قال : سمعت محمد بن سابق يقول : سألت أبا يوسف ، فقلت : أكان أبو حنيفة يقول : القرآن مخلوق؟
قال : معاذ الله ، ولا أنا أقوله. فقلت : أكان يرى رأي جهم (٢)؟ فقال : معاذ الله ، ولا أنا أقوله ، رواته ثقات.
__________________
(١) سورة الأعراف آية ٥٤.
(٢) هو جهم بن صفوان السمرقندي أبو محرز ، من موالي بني راسب رأس الجهمية. قال الذهبي : الضال المبدع ، هلك في زمان صغار التابعين ، وقد زرع شرا عظيما كان يقضي في ـ