قال الحليمي رحمهالله : وهذا أيضا من لوازم قوله : «قديم» ، لأنه إذا كان موجودا لا عن أول ، ولا بسبب ، لم يجز عليه الانقضاء والعدم. فإن كل منقض بعد وجوده فإنما يكون انقضاؤه لانقطاع سبب وجوده. فلما لم يكن لوجود القديم سبب ، فيتوهم أن ذلك السبب إن ارتفع عدم ، علمنا أنه لا انقضاء له.
قال الشيخ أحمد : وفي معنى الباقي : الدائم وهو في رواية عبد العزيز ابن الحصين ، قال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرت عنه : الدائم : الموجود لم يزل ، الموصوف بالبقاء ، الذي لا يستولي عليه الفناء. قال : وليست صفة بقائه ودوامه كبقاء الجنة والنار ودوامهما ، وذلك أن بقاءه أبدي أزلي. وبقاء الجنة والنار أبدي غير أزلي. وصفة الأزل ما لم يزل ، وصفة الأبد ما لا يزال ، والجنة والنار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا. فهذا فرق ما بين الأمرين. والله أعلم.
ومنها : (الحق المبين) قال الله (جل ثناؤه) : (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (١).
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أبو القاسم ، سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني ، حدثنا حفص بن عمر الرقي ، حدثنا قبيصة ح.
قال سليمان : وحدثنا محمد بن الحسن بن كيسان ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن سليمان الأحوال ، عن طاوس ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا تهجد من الليل يدعو : «اللهم لك الحمد. أنت رب السموات والأرض وما فيهن. ولك الحمد. أنت نور السموات والأرض وما فيهن. ولك الحمد. أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن. أنت الحق. وقولك حق. ووعدك حق. ولقاؤك حق. والجنة حق. والنار حق. والساعة حق. اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت. وبك خاصمت. وإليك حاكمت. فاغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت. أنت إلهي لا
__________________
(١) سورة النور آية ٢٥.