وأخبرنا أبو علي ، الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ـ ببغداد ـ أنا حمزة بن محمد بن العباس ، حدثنا عباس بن محمد الدوري ، حدثنا جعفر بن عون ، أنا الأجلح ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) ، قال : جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكلمه في بعض الأمر ، فقال الرجل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما شاء الله وشئت. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أجعلتني لله عدلا؟ بل شاء الله وحده (١).
أخبرنا أبو علي ، الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن عبد الله بن يسار ، عن حذيفة رضي الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان. ولكن قولوا : ما شاء الله ، ثم شاء فلان.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، حدثنا أبو العباس ، محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، قال : قال الشافعي رضي الله عنه : المشيئة إرادة الله تعالى. قال الله (عزوجل) : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (٢). فاعلم الله تعالى خلقه أن المشيئة له دون خلقه ، وأن مشيئتهم لا تكون إلا أن يشاء الله. فيقال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ما شاء الله ثم شئت. ولا يقال : ما شاء الله وشئت.
قال : ويقال (مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) (٣) فإن الله تعالى تعبد العباد بأن فرض طاعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فإذا أطيع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقد أطيع الله (تعالى) بطاعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس ، محمد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ، قال : أخبرني أبي ، حدثنا الأوزاعي ، قال : أتى النبي صلىاللهعليهوسلم يهودي ، فسأله عن المشيئة ، فقال : المشيئة لله (تعالى). قال : فإني أشاء
__________________
(١) الحديث رواه الإمام أحمد في المسند ١ : ٢١٤ ، حدثنا هشيم أنا أجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا قال للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم وذكره.
(٢) سورة الإنسان آية ٣٠.
(٣) سورة النساء آية ١٣.