ويقول الرب (عزوجل) : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين (١).
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، حدثنا جعفر بن محمد ، حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إن الشيطان قال : وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم. يعني في أجسادهم. قال الرب (عزوجل) وعزتي وجلالي ، وارتفاع مكاني لا أزال أغفر لهم ما استغفروني (٢).
أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو علي الرفا ، أنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن قتيبة الجرشي ، حدثنا الفضل بن الأغر الكلابي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج على أصحابه يوما فقال لهم : هل تدرون ما يقول ربكم (عزوجل)؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قالها ثلاثا. قال : قال (عزوجل) : وعزتي لا يصليها عبد لوقتها إلا أدخلته الجنة. ومن صلى لغير وقتها إن شئت رحمته ، وإن شئت عذبته.
أخبرنا الشريف ، أبو الفتح ، أنا عبد الرحمن بن سريح ، حدثنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا شيبان ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، حدثني مولى ابن مسعود ، قال : دخل أبو مسعود على حذيفة رضي الله عنهما ، فقال : اعهد إليّ. فقال له : ألم يأتك اليقين؟ قال : بلى وعزة ربي. قال : فاعلم أن الضلالة حق. الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وأن تنكر ما كنت تعرف. وإياك والتلون ، فإن دين الله واحد. قلت : العزة إن كانت بمعنى الشدة وهي القوة ، فمعناها يرجع إلى صفة القدرة. وكذلك إن كانت بمعنى الغلبة فمعناها يعود إلى القدرة. وإن كانت بمعنى نفاسة القدر ، فإنها ترجع إلى استحقاق الذات تلك العزة.
__________________
(١) الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ٣٥٩٨ عن سعدان القمي عن أبي مجاهد عن أبي مدله عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره.
قال الترمذي : هذا حديث حسن وسعدان القمي ، هو سعدان بن بشر وأخرجه ابن ماجه في كتاب الصيام ٤٨ وأحمد بن حنبل في المسند ٤ : ١٥٤ (حلبي).
(٢) سبق تخريج هذا الحديث في هذا الجزء.