الرب بشهادة أن لا إله إلا الله وهي منتهى الصواب. وفي قوله : (مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً) ، شهادة أن لا إله إلا الله. (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) ، وهو المؤمن. (أَصْلُها ثابِتٌ) ، يقول : لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن. (وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) (١) ، يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء. ثم قال : (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) يقول : الشرك. (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) ، يعني الكافر. (اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) (٢) ، يقول : الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ، ولا برهان. ولا يقبل الله مع الشرك عملا.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، حدثنا أبو جعفر ، محمد بن يحيى ابن عمر بن علي بن حرب ، حدثنا علي بن حرب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا سفيان ، عن حميد ، عن مجاهد في قوله (عزوجل) : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) (٣) ، قال : لا إله إلا الله.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، حدثنا الحسن بن عباس الرازي ، حدثنا محمد بن أبان ، حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الصغاني ، عن محمد بن سعيد بن رمانة ، عن أبيه ، قال : قال رجل لوهب بن منبه : أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال : بلى يا ابن أخي. ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان ، فمن جاء بأسنانه ، فتح له. ومن لا ، لم يفتح له.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قال : حدثنا أبو العباس ، هو الأصم ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن المناري ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا شيبان عن قتادة في قوله : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) (٤) ، شهادة أن لا إله إلا الله. والتوحيد لا يزال في ذرية من يقولها من بعده ، (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ، قال : يتوبون أو يذكرون.
__________________
(١) سورة إبراهيم آية ٢٤.
(٢) سورة إبراهيم آية ٢٦.
(٣) سورة لقمان آية ٢٠.
(٤) سورة الزخرف آية ٢٨.