(١٣٣) وروى أبو عثمان النّهديّ عن أبي هريرة أنّه قال : إن الله يكتب للمؤمن بالحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة. وقرأ هذه الآية ، ثم قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله يضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة».
والثاني : أنها معلومة المقدار ، فالدّرهم بسبعمائة ، كما ذكر في الآية بعدها ، قاله ابن زيد.
قوله تعالى : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) ، قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة ، والكسائيّ «يبسط» و «بسطة» بالسين ، وقرأهما نافع بالصاد.
وفي معنى الكلام قولان : أحدهما : أن معناه : يقتر على من يشاء في الرزق ، ويبسطه على من يشاء ، قاله ابن عباس ، والحسن ، وابن زيد ومقاتل. والثاني : يقبض يد من يشاء عن الإنفاق في سبيله ، ويبسط يد من يشاء بالإنفاق ، قاله أبو سليمان الدّمشقيّ في آخرين.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٢٤٦))
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) ، قال الفرّاء : الملأ : الرجال في كل القرآن لا يكون فيهم امرأة ، وكذلك القوم والنّفر والرّهط ، وقال الزجّاج : الملأ : هم الوجوه ، وذوو الرأي ، وإنما سمّوا ملأ ، لأنهم مليئون بما يحتاج إليه منهم.
وفي نبيّهم ثلاثة أقوال : أحدها : أنه شمويل ، قاله ابن عباس ، ووهب. والثاني : أنه يوشع بن نون ، قاله قتادة. والثالث : أنه نبيّ ، يقال له : سمعون بالسين المهملة ، سمّته أمّه بذلك ، لأنها دعت الله أن يرزقها غلاما ، فسمع دعاؤها فيه ، هذا قول السّدّيّ. وسبب سؤالهم ملكا أن عدوّهم غلب عليهم. قوله تعالى : (نُقاتِلْ) قراءة الجمهور بالنون والجزم ، وقرأ ابن أبي عبلة بالياء والرفع ، كناية عن الملك. قوله تعالى : (هَلْ عَسَيْتُمْ) ، قراءة الجمهور بفتح السين ، وقرأ نافع بكسرها هاهنا ، وفي سورة «محمّد» وهي لغتان. قوله تعالى : (إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) ، أي فرض (أَلَّا تُقاتِلُوا) أي : لعلّكم تجبنون. قوله تعالى : (وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا) ، يعنون : أخرج بعضنا ، وهم الذين سبوا منهم وقهروا. فظاهره العموم ، ومعناه الخصوص. قوله تعالى : (تُوَلُّوا) ، أي : أعرضوا عن الجهاد. (إِلَّا قَلِيلاً) وهم الذين عبروا النّهر ، وسيأتي ذكرهم.
____________________________________
(١٣٣) ذكره المصنف موقوفا ، وورد مرفوعا ، وهو ضعيف. أخرجه أحمد ٢ / ٢٩٦ ـ ٥٢١ ـ ٥٢٢ من طريق علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعا. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد. وضعفه الحافظ ابن كثير ١ / ٢٩٩ بقوله : غريب ، وعلي بن زيد عنده مناكير. قلت : جزم الحافظ في «التقريب» بضعفه. ومع ذلك قال الهيثمي ١٠ / ١٤٤ : رواه أحمد بإسنادين ، واحد إسناديه جيد؟!!!. مع أن فيه ابن زيد. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» ١ / ٢٩٩ من وجه آخر عن زياد الجصاص عن أبي عثمان به. وإسناده واه ، زياد هو ابن أبي زياد ، متروك الحديث. والراجح فيه الوقف. وانظر «فتح القدير» ٣٩١ بتخريجنا.