بضمّها ، وسما.
قال الشاعر :
والله أسماك سمى
مباركا
|
|
آثرك الله به
إيثاركا
|
وأنشدوا :
باسم الذي في كلّ سورة سمه
قال الفرّاء : بعض
قيس يقولون : سمه ، يريدون : اسمه ، وبعض قضاعة يقولون : سمه. أنشدني بعضهم :
وعامنا أعجبنا
مقدّمه
|
|
يدعى أبا السّمح
وقرضاب سمه
|
والقرضاب :
القطّاع ، يقال : سيف قرضاب.
واختلف العلماء في
اسم الله الذي هو «الله» ؛ فقال قوم : إنه مشتقّ ، وقال آخرون : إنه علم ليس
بمشتقّ. وفيه عن الخليل روايتان : إحداهما : أنه ليس بمشتقّ ، ولا يجوز حذف الألف
واللام منه كما يجوز من الرحمن. والثانية : رواها عنه سيبويه : أنه مشتقّ. وذكر أبو سليمان
الخطّابيّ عن بعض العلماء أن أصله في الكلام مشتق من : أله الرجل يأله : إذا فزع
إليه من أمر نزل به. فألهه ، أي : أجاره وأمّنه ، فسمي إلها كما يسمّى الرجل
إماما. وقال غيره : أصله ولاه. فأبدلت الواو همزة فقيل : إله كما قالوا : وسادة
وإسادة ، ووشاح وإشاح. واشتقّ من الوله ، لأن قلوب العباد توله نحوه ، كقوله تعالى
: (ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ
الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) . وكان القياس أن يقال : مألوه ، كما قيل : معبود ، إلا
أنهم خالفوا به البناء ليكون علما ، كما قالوا للمكتوب : كتاب ، وللمحسوب : حساب.
وقال بعضهم : أصله من : أله الرجل يأله إذا تحيّر ، لأن القلوب تتحيّر عند التفكّر
في عظمته. وحكي عن بعض اللّغويين : أله الرجل يأله إلاهة ، بمعنى : عبد يعبد
عبادة. وروي عن ابن عباس أنه قال : «ويذرك وإلاهتك» أي : عبادتك. قال :
والتّألّه :
التّعبّد. قال رؤبة :
لله درّ
الغانيات المدّه
|
|
سبّحن واسترجعن
من تألّهي
|
فمعنى الإله :
المعبود.
فأما «الرحمن» :
فذهب الجمهور إلى أنه مشتقّ من الرحمة ، مبنيّ على المبالغة ، ومعناه : ذو الرحمة
التي لا نظير له فيها. وبناء فعلان في كلامهم للمبالغة ، فإنهم يقولون للشديد
الامتلاء : ملآن ، وللشديد الشّبع : شبعان. قال الخطّابيّ : ف «الرحمن» : ذو
الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم ومصالحهم ، وعمّت المؤمن والكافر. و «الرحيم»
: خاصّ للمؤمنين. قال عزوجل : (وَكانَ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) . والرحيم : بمعنى الرّاحم.
__________________