قرأ الجمهور ،
منهم : ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائيّ : (وَاتَّخِذُوا) بكسر الخاء ؛ على الأمر. وقرأ نافع ، وابن عامر بفتح الخاء
على الخبر.
(٤٦) قال ابن زيد
: قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أين ترون أن أصلّي بكم»؟ فقال عمر : إلى المقام ، فنزلت
: (وَاتَّخِذُوا مِنْ
مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى). قال : رضي الله ذلك من أعمالهم. وقال أبو عليّ : وجه فتح
الخاء أنه معطوف على ما أضيف إليه ، كأنّه قال : وإذ اتّخذوا. ويؤكد الفتح في
الخاء أنّ الذي بعده خبر ، وهو قوله : (وَعَهِدْنا).
قوله تعالى : (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ
وَإِسْماعِيلَ) ، أي : أمرناهما وأوصيناهما. وإسماعيل : اسم أعجميّ ، وفيه
لغتان : إسماعيل ، و : إسماعين. وأنشدوا :
قال جواري الحيّ
لمّا جينا
|
|
هذا وربّ البيت
إسماعينا
|
قوله تعالى : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ) ، قال قتادة : يريد من عبادة الأوثان والشّرك ، وقول
الزّور. فإن قيل : لم يكن هناك بيت ، فما معنى أمرهما بتطهيره؟ فعنه جوابان : أحدهما : أنه كانت هناك أصنام ، فأمر بإخراجها ، قاله عكرمة. والثاني : أن معناه : ابنياه مطهّرا ، قاله السّدّيّ. والعاكفون :
المقيمون ، يقال : عكف يعكف ويعكف عكوفا : إذا أقام ، ومنه : الاعتكاف.
(٤٧) وقد روى ابن
عباس عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أنّه قال : «إنّ الله تعالى ينزل في كلّ ليلة ويوم عشرين
ومائة رحمة تنزل على البيت : ستّون للطّائفين ، وأربعون للمصلّين ، وعشرون
للنّاظرين».
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ
الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ
فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ (١٢٦))
قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ
هذا بَلَداً آمِناً) ، البلد : صدر القرى ، والبالد : المقيم بالبلد ، والبلدة
: الصّدر ، ووضعت النّاقة بلدتها : إذا بركات. والمراد بالبلد هاهنا : مكّة. ومعنى
(آمِناً) : ذا أمن. وأمن البلدة مجاز ، والمراد : أمن من فيه. وفي
المراد بهذا الأمن ثلاثة أقوال : أحدها : أنه سأله
____________________________________
(٤٦) منكر بهذا
اللفظ. عزاه المصنف لابن زيد ، وهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو حديث معضل ، وهو
متروك الحديث إذا وصله فكيف إذا أرسله؟!. وهو بهذا اللفظ منكر ، فإن النبي صلىاللهعليهوسلم ما كان يسأل أصحابه أين يتوجه ، بل الصحيح أن عمر كان يطلب
منه التحول ، ولم يوافقه حتى نزل القرآن.
(٤٧) ضعيف ، أخرجه
الطبراني في «الكبير» ١١٤٧٥ من طريق يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا. وإسناده ساقط ، يوسف بن السفر ، متروك متهم بالكذب. وقال الهيثمي في «المجمع»
٣ / ٢٩٢ : يوسف متروك. وأخرجه الطبراني في «الأوسط» ٦٣١٠ من طريق عبد الرحمن بن
السفر قال حدثنا الأوزاعي به. وعبد الرحمن هذا لم أجد له ترجمة ، وأخشى أن يكون
قلب اسمه وأن الصواب يوسف بن السفر ، وبكل حال ، هو في حكم المجهول. وأخرجه
الطبراني في «الكبير» ١١٢٤٨ من وجه آخر عن خالد بن يزيد العمري عن محمد بن عبد
الله الليثي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس به. وإسناده ساقط ، خالد كذاب ، وشيخه
متروك. وأخرجه ابن عدي ٦ / ٢٧٨ والخطيب ٦ / ٢٧. من وجه آخر عن محمد بن صفوان عن
ابن جريج عن عطاء به. وإسناده واه ، ابن جريج مدلس ، وقد عنعن ، وابن صفوان مجهول
، وعنه محمد بن معاوية ، وهو متروك.