عباس رحمهالله قال : يعني أيّها أطهر طعاما لأنهم كانوا يذبحون الخنازير فليأتكم برزق منه ، ويجوز كسر اللام وهو الأصل ، وكذا وليتلطّف.
(إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) (٢٠)
(إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ).
شرط ومجازاة (أَوْ يُعِيدُوكُمْ) عطف على المجازاة وفي (إِذاً) معنى الشرط والمجازاة (أَبَداً) ظرف زمان.
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (٢١)
(إِذْ يَتَنازَعُونَ) ظرف زمان والعامل فيه ليعلموا إذ بعثناهم.
(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (٢٢)
(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ) على إضمار مبتدأ أي هم ثلاثة (رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) مبتدأ وخبر ، وكذا (سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ). وفي المجيء بالواو «وثامنهم» خاصة دون ما تقدّم قولان : أحدهما أن دخولها وخروجها واحد ، والآخر أنّ دخولها يدلّ على تمام القصة وانقطاع الكلام. ذكر هذا القول إبراهيم بن السريّ فيكون المعنى عليه أنّ الله جلّ وعزّ خبر بما يقولون ثم أتى بحقيقة الأمر فقال : وثامنهم كلبهم. (ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) رفع بفعله أي القليل يعلمونهم.
(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) (٢٣)
(غَداً) ظرف زمان والأصل فيه غدو.
(إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً) (٢٤)
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) نصب على الاستثناء المنقطع.
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٢٥)
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) هذه قراءة (١) أهل المدينة وأبي عمرو
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١١٦ ، والبحر المحيط ٦ / ١١٢.