(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) (١١٢)
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً) أي مثل قرية. (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ) جمع نعمة عند سيبويه ، وقال قطرب : جمع نعم مثل ودّ وأدود.
(وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (١١٦)
(وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) نصب بمعنى لوصف ألسنتكم الكذب ، وقال : الكذب يلقي حركة الدال على الكاف ، وقرأ أهل الشام أو بعضهم (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) (١) على النعت للألسنة ، وقرأ الحسن والأعرج وطلحة وأبو معمر (لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) (٢) بالخفض على النعت لما أو البدل.
(مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١١٧)
(مَتاعٌ قَلِيلٌ) على إضمار مبتدأ أي تمتّعهم في الدنيا متاع قليل أي مدّة بقائهم ، ويجوز متاعا في غير القرآن على المصدر أي يمتعون متاعا.
(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٢٠)
(كانَ أُمَّةً) خبر كان. (قانِتاً) نعت أو خبر ثان. قال أبو جعفر : وقد ذكرنا (٣) (وَلَمْ يَكُ) في غير موضع.
(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (١٢٤)
(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) قال بعضهم : لا نريد الجمعة ، وقال بعضهم : لا نريد السبت ففرض عليهم الفراغ في يوم السبت.
(وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (١٢٧)
(وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) قيل المعنى : لا تحزن على الكفار فإنّما عليك أن تدعوهم إلى الإيمان ، وقيل : المعنى ولا تحزن على الشهداء فإن الله جلّ وعزّ قد أثابهم وفيهم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وفيه نزلت (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ
__________________
(١) انظر المحتسب ٢ / ١١.
(٢) انظر البحر المحيط ٥ / ٥٢٧.
(٣) مرّ في إعراب الآية ١٠٩ ـ هود.