(وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ) (٥٢)
(وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) نصب على الحال.
(وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) (٥٣)
(وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ) قال الفراء (١) : «ما» في موضع جزاء كأنه قال : وما تكن بكم من نعمة فمن الله ، وقال أبو إسحاق : المعنى ومما حلّ بكم من نعمة فمن الله أي أعطاكم من صحّة في جسم أو رزق فكل ذلك من الله جلّ وعزّ.
(وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) (٥٦)
(وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً) أي ويجعلون لما لا يعلمون أنه إله نصيبا مما رزقناهم. (تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) أي من قولكم إنهم آلهة.
(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) (٥٧)
(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ) لأنهم قالوا : الملائكة بنات الله ، وتمّ الكلام عند قوله (سُبْحانَهُ) ثم قال جلّ وعزّ : (وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) أي الشيء الذي يشتهونه ، و «ما» في موضع رفع ، وأجاز الفراء (٢) : أن يكون في موضع نصب بمعنى ويجعلون لهم. قال أبو إسحاق : «ما» في موضع رفع لا غير لأن العرب لا تقول في مثل هذا : جعل فلان له كذا. وإنما تقول : جعل لنفسه ، ومثله ضربت نفسي ، ولا يقال ضربتني.
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (٥٨)
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) خبر «ظلّ» ، ويجوز عند سيبويه (٣) والفراء(٤) : ظلّ وجهه مسودّ يكون في «ظلّ» مضمر والجملة الخبر ، وحكى سيبويه : «حتى يكون أبواه هما اللذان يهوّدانه أو ينصّرانه» (٥). قال الفراء : مثل (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) [الزمر : ٦٠] والأصل في ظلّ ظلل ثم أدغم.
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ١٠٤.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ١٠٥.
(٣) انظر الكتاب ٢ / ٤١٤.
(٤) انظر معاني الفراء ٢ / ١٠٦.
(٥) الحديث في الكتاب ٢ / ٤١٤ ، «كلّ مولود يولد على الفطرة ، حتى يكون أبواه هما اللذان يهوّدانه وينصّرانه». وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز ، وأبو داود في سننه حديث رقم (٤٧١٤) ، والترمذي في سننه ـ القدر ٨ / ٣٠٣.