وإن كان فيه اعتراف بقصد لا يضرهم وإنما يضرهم السكوت عنه. وقولهم (١) انه تعمل (٢) باطل ، لأنه كان يجب أن يتعملوا (٣) مثله ، وإنما بقي ثلاثا وعشرين سنة بينهم يتحداهم وفي دون ذلك بكثير يمكن التعمل.
وإذا ثبت بهذه الجملة ان القرآن معجز لم يضرنا ان لا (٤) نعلم من أي جهة كان معجزا لأنا إذا علمناه معجزا خارقا للعادة علمنا ثبوته ، ولو شككنا في جهة اعجازه لم يضرنا ذلك. غير انا نومي إلى جملة من الكلام فيه.
كان المرتضى علي بن الحسين الموسوي رحمة الله عليه يختار ان جهة اعجازه الصرفة ، وهي ان الله تعالى سلب العرب العلوم التي كانت تتأتى معها لهم (٥) الفصاحة التي هي مثل القرآن ، متى راموا المعارضة ولو لم يسلبهم ذلك لكان يتأتى منهم. وبذلك قال النظام ، وأبو اسحاق النصيبي أخيرا.
وقال قوم : جهة الإعجاز الفصاحة المفرطة التي خرقت العادة من غير اعتبار النظم. ومنهم من اعتبر النظم والأسلوب مع الفصاحة وهو الأقوى.
__________________
(١) ب : وقوله.
(٢) في الأصل : يعمل.
(٣) أ : يعملوا.
(٤) أداة النفي سقطت من أ ،
(٥) ح : فهم بها.