اخبارنا (١) المروية عن الأئمة عليهمالسلام.
وقالت المعتزلة : الايمان اسم للطاعات. ومنهم من جعل النوافل وللفرائض من الايمان. ومنهم من قال : النوافل خارجة عن الايمان. والاسلام والدين عندهم شيء واحد.
والفسق عندهم عبارة عن كل معصية يستحق بها العقاب. والصغائر التى تقع عندهم مكفرة لا تسمى فسقا ، والكفر عندهم هو ما يستحق به عقاب عظيم وأجريت على فاعله احكام مخصوصة. فمرتكب الكبيرة عندهم ليس بمؤمن ولا كافر بل هو فاسق.
وقالت الخوارج بقريب من قول المعتزلة ، إلا انهم يسمون الكبائر كلها كفرا. ومنهم (٢) من يسميها شركا. والفضيلية منهم تسمي كل معصية كفرا صغيرة كانت أو كبيرة. والزيدية من كان منهم على مذهب الناصر يسمون الكبائر كفر نعمة ، والباقون يذهبون مذهب المعتزلة والذي يدل على ما قلناه أولا :
هو ان الايمان في اللغة هو التصديق ، ولا يسمون أفعال الجوارح ايمانا ، ولا خلاف بينهم فيه ، ويدل عليه أيضا قولهم فلان يؤمن بكذا «وكذا ، وفلان لا يؤمن بكذا» (٣) ، وقال تعالى (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) (٤) وقال (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) (٥) أي
__________________
(١) تجدها في كتاب الايمان والكفر من (أصول الكافي).
(٢) ح : وفيهم.
(٣) ما بين القوسين ساقط من أ.
(٤) النساء : ٥١.
(٥) يوسف : ١٧.