جدا هي التي تنفس
فيها علماء الشيعة شبه حرية ، وهي فترة الامام الباقر. والإمام الصادق من أهل
البيت.
أما بعد هذا
التاريخ فقد كانت السلطات شديدة على رجال الشيعة ، وعلى سبيل المثال نجد ان أبا
يحيى الجرجاني ـ وهو من متكلمي الشيعة ، وله تصانيف في الرد على الحشوية ، وله
كتبا في الاحتجاج كثيرة ـ هجم عليه محمد بن طاهر ، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه ،
ويضربه ألف سوط ، ويصلبه .
وبأثر هذا الضغط
صدرت أوامر من أهل البيت لشيعتهم ، بالأقلاع والسكوت عن المحاججات الكلامية. فقد
كتب الإمام الكاظم (ع) الى هشام بن الحكم ينهاه عن الكلام ، قال هشام : فأمسكت عن
الكلام .
ولم يتحسن حال
الشيعة حتى حكم البويهيون ، فأطلق العنان لعلماء الشيعة في التحرك العلمي ، وبهذا
مارسوا نشاطاتهم بحرية ، ولوحظ في تصانيفهم وكتبهم المنهج العقلي في البحث.
ومن ناحية ثانية
كان المعتزلة قد طردوا من دوائر أهل السنة ، بعد ان انقلبت الدائرة عليهم ، وكان
ذلك في بداية عهد الواثق بالله ، وبذلك أصبح الشيعة وحدهم ، رواد البحث العقلي.
وهذا هو الذي ساعد على اقتناع جملة من المؤرخين بانتقال منهج المعتزلة إلى التشيع.
__________________