لا بمعنى أنه يقبل انقسامات غير متناهية دفعة واحدة ، بل بمعنى أن الجسم لا ينتهى فى الصغر الى حد الا ويقبل بعد ذلك الانقسام. وان كل ما يخرج من الانسامات الى الفعل أبدا فهو متناه. كما أنا نقول : انه تعالى قادر على ما لا نهاية له ، لا بمعنى أنه يمكن (٢) أن يخلق أشياء لا نهاية لها. فان ذلك محال. بل بمعنى أنه تعالى لا يصل فى الخلق والايجاد ، الى حد ، الا ويمكنه بعد ذلك أن يوجد شيئا آخر. وان كل ما يخرج الى الوجود فانه متناه. وهذا مذهب جمهور الفلاسفة.
الرابع : قول من يقول : الجسم البسيط واحد فى نفسه ، لكنه قابل لانقسامات متناهية.
فهذا هو تفليل المذاهب فى هذا الباب.
* * *
ويدل على أن الجسم مركب من أجزاء متناهية كل واحد منها لا يقبل القسمة بوجه من الوجوه : دلائل :
الحجة الأولى : ان كانت الحركة مركبة من أمور متتالية كل واحد منها لا يقبل القسمة الزمانية بوجه من الوجوه ، كان الجسم مركبا من أمور كل واحد منها لا يقبل القسمة الزمانية بوجه من الوجوه. والمقدم حق فالتالى مثله.
وانما قلنا : ان الحركة مركبة من أمور متتالية كل واحد منها لا يقبل القسمة الزمانية. وذلك لأن الجسم يشاهد أنه تحرك بعد أن لم يكن متحركا. وهذه الحركة صفة زائدة على ذات الجسم. ثم نقول : هذه الصفة اما أن لا يحصل شيء منها فى الحال ، أو يحصل. فان لم يحصل شيء منها فى الحال ، امتنع أن يصير ماضيا (٣) أو مستقبلا. وذلك
__________________
(٢) يمكن وجود أشياء غير متناهية : ا
(٣) ولا مستقبلا : ا