قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأربعين في أصول الدين [ ج ٢ ]

الأربعين في أصول الدين [ ج ٢ ]

327/342
*

المقدمة الثانية ـ وجوبه فى جميع صفاته السلبية والثبوتية ـ قالوا : والدليل على أن الأمر كذلك : أن ذاته ان كفت فى تحقق تلك الصفة ، وجب دوامها بدوام الذات. وان لم تكف افتقرت ذاته فى تلك الصفة الى أمر آخر. ولا بد بالآخرة من الانتهاء الى واجب لذاته. فيعود ما ذكرنا من أنه يلزم من دوام ذاته ، دوام تلك الصفة.

ثم ان الفلسفى يقول : ما لأجله كان مؤثرا فى غيره. اما أن يكون هو ذاته ، أو لوازم ذاته. فيلزم من دوام ذاته ، دوام مؤثريته ، ودوام أثره.

والمتكلم يقول : لما وجب فى الفعل أن يكون مسبوقا بالعدم ، لزم أن يقال : إنه أوجد بعد أن لم يكن موجودا. فالفيلسوف يستدل بحال المؤثر على حال الأثر ، والمتكلم يستدل بحال الأثر على المؤثر. والمعركة الكبرى والطامة العظمى فى هذا الموضع ، هى مقدمة الوجوب والامكان فى الذات والصفات. وبالله التوفيق.

وهذا آخر الكلام فى هذا الكتاب.

ولنختم هذا الكتاب بالدعاء المأثور عن أكابر أهل البيت عليهم‌السلام ـ وهو «يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح. يا من لم يؤاخذ بالجريمة ، ولم يهتك الستر. يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا واسع المغفرة ، يا مفرج الكربة ، يا مقيل العثرات ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المن ، يا مبتديا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه ، يا سيداه ، يا غاية رغبتاه. يا الله. يا الله. أسألك أن تصلى على محمد ، وعلى آل محمد ، وأن لا تشوه خلقى بالنار ، وأن تعطينى خير الدنيا الآخرة ، وأن تفعل بى ما أنت أهله ، ولا تفعل بى ما أنا أهله ، برحمتك يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه. وسلم تسليما.