فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً) (النساء ٢٠) فقال عمر رضى الله عنه : كل الناس أفقه من عمر ، حتى المخدرات فى البيوت» فهذه الوقائع وقعت لغير على. ومثلها لم يتفق لعلى.
الرابع : نقل عن على رضى الله عنه أنه قال : «والله لو كسرت لى (١) الوسادة ، ثم جلست عليها ، لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بانجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. والله ما من آية نزلت فى بحر ولا بر ولا سهل ولا جبل ولا سماء ولا أرض ولا ليل ولا نهار ، الا وأنا أعلم فيمن نزلت وفى أى شيء نزلت»
طعن «أبو هاشم» فى هذا وقال : «التوراة منسوخة. فكيف يجوز الحكم بها؟»
الجواب عنه من وجوه :
الأول : لعل المراد شرح كمال علمه بتلك الأحكام المنسوخة على التفصيل ، وبالأحكام الناسخة لها الواردة فى القرآن.
والثانى : لعل المراد : أن قضاة اليهود والنصارى متمكنون من الحكم والقضاء على وفق أديانهم ، بعد بذل الجزية. فكان المراد : أنه لو جاز للمسلم ذلك ، لكان هو قادرا عليه.
والثالث : لعل المراد يستخرج من التوراة والإنجيل نصوصا دالة على نبوة محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم. فيكون ذلك أقوى فى التمسك بها على اليهود والنصارى.
الرابع : انا نتفحص عن أحوال العلوم. وأعظمها علم الأصول. وقد جاء فى خطب أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه من أسرار التوحيد والعدل والنبوة والقضاء والقدر وأحوال المعاد ، ما لم يأت فى كلام سائر الصحابة.
__________________
(١) ألقيت : ب