وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : [الأنعام ٧٤] والاستغفار لأجل الكافر غير جائز. لقوله تعالى: (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ، أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) [التوبة ١١٣] ولقوله تعالى (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ ، وَالَّذِينَ مَعَهُ) الى قوله : (إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ، وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) [الممتحنة ٤] فأمره بالتأسى بابراهيم ، الا فى هذا القول. فثبت : أن هذا كان من المعصية.
والجواب : كل المقدمات مسلمة ، الا قوله : «لا يجوز الاستغفار للكافر» فان فيه جوابين :
أحدهما : ان ذلك مما يختلف باختلاف الشرائع ، فلعل ابراهيم لم يجد فى شرعه ، ما يمنعه عنه ، فلا جرم استغفر لأبيه ، فلما منعه الله منه ، سكت.
وثانيها : انه عليهالسلام انما استغفر لأبيه لأنه كان يتوقع منه الايمان ، فلما أيس منه : ترك الاستغفار. ويدل عليه : قوله تعالى : (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ : أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ ، تَبَرَّأَ مِنْهُ) [التوبة ١١٤]
الشبهة السابعة : تمسكوا بقوله تعالى : (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) [البقرة ١٢٨] والدعاء طلب وطلب الحاصل محال. وبقوله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) [ابراهيم ٣٥] ولو لا جواز ذلك عليه ، والا لما طلب من الله تعالى أن يعصمه منه. وبقوله:(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء ٨٢] وهذا تصريح باثبات الخطيئة.
والجواب : لا نزاع بين الأمة : أنه لا يجوز الكفر على الأنبياء عليهمالسلام بعد نبوتهم ، فكانت هذه الآية محمولة على هضم النفس ، واظهار الخضوع.
الشبهة الثامنة : انه قال عليهالسلام : («وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ